سعد غازى الهوارى المدير العام
المساهمات : 699 تاريخ التسجيل : 28/08/2009 العمر : 65
| موضوع: * روسيا.. رمضان يعيد مظاهر الخميس سبتمبر 17, 2009 5:28 pm | |
| روسيا.. رمضان يعيد مظاهر الإسلام للمسلمين تقدر تقارير صادرة عن المنظمات المسئولة عن العمل الإسلامي في روسيا عدد المسلمين في جمهورية روسيا الاتحادية وحدها بـ30 مليون نسمة، من تعداد السكان الكلي الذي يزيد على 145 مليونًا، ورغم أن السكان الروس يتناقصون بمعدل نصف مليون سنويًّا تقريبًا، إلا أن الديمجرافيين يتوقعون أنه بحلول عام 2020 سوف يكون واحد من كل خمسة من الروس مسلمًا. والمسلمون في روسيا بأغلبيتهم من أهل السنة من أتباع المذهبَين الحنفي والشافعي، ويشكِّل أتباع المذهب الحنفي الأغلبية في منطقة حوض الفولجا وأعماق روسيا وسيبيريا، بينما يسود المذهب الشافعي في القوقاز، وأن عدد أتباع المذهب الحنبلي في روسيا قليل، ولا يوجد عمليًّا مالكيون، ويعتنق المذهب الشيعي الجعفري بصورة أساسية الأذريون (حوالي مليوني شخص)، ويوجد في شمال القوقاز بالإضافة إلى ذلك عدد من الجماعات الصوفية. وتعتبر الإدارات الدينية الهيئات القيادية للمسلمين في روسيا، وجرى تأسيس أول إدارة دينية بمرسوم خاص من الإمبراطورة يكاترين في 22 سبتمبر 1788م بعنوان "مجلس أوفا الديني وفق القانون المحمدي"، وجرى الاحتفال ببدء أعماله في 4 ديسمبر 1789م. ويوجد في روسيا ما يقارب 40 إدارة دينية للمسلمين وأكثرها نفوذًا الإدارة الدينية لمسلمي الشطر الأوروبي من روسيا، وسجَّلت وزارة العدل الروسية الإدارة الدينية لمسلمي الشطر الأوروبي من روسيا في 23 فبراير عام 1994م باسم الإدارة الدينية لمسلمي إقليم روسيا الأوسط الأوروبي. وتشهد روسيا في العقدَين الأخيرين نهضةً إسلاميةً نشطةً، فيجري تشييد المساجد (وصل عددها في عام أكثر من 5 آلاف). وفي كل مسجد هيئة شورى تنتخب لجنةً من 3 أشخاص لحل مختلف القضايا الجارية، بما فيها تلك التي تتعلق بالممتلكات، ويعيِّن أئمة المساجد مفتيُّو الإدارات الدينية، ويعتبر الأئمة زعماء دينيين ومسئولين عن الشئون المالية والاقتصادية للمساجد، وتشكَّل الإدارات الدينية للمسلمين على أساس قومي إقليمي، ويوجد أيضًا مجلس المفتين في روسيا الذي أسس في يونيو عام 1996، وهو يوحِّد عددًا من الإدارات الدينية للمسلمين وينسق نشاطاتها. وإذا كان تعامل الحكومة الروسية مع المسلمين جيدًا فإن المسلمين هناك يعانون من هجوم شرس تشنُّه وسائل الإعلام التي يسيطر اليهود على 25% منها، والتي تنقل صورةً مشوَّهةً عن الإسلام، كما تنشرها وسائل الإعلام الغربية. موائد الرحمن والقرآن يُعد شهر رمضان أحد أهم المناسبات الدينية التي يحرص المسلمون الروس على الاستفادة منها,حيث ينتهز المسلمون هناك الشهر الكريم للتمسك بالدين الحنيف، وتثبيت دعائمه في نفوس أفراد المجتمع الإسلامي الروسي، ويقوم من يتقن قراءة القرآن بقراءة ما تيسر من الذكر الحكيم أو يقوم آخر بإلقاء درس في التفسير أو الحديث أو السيرة أو العقيدة، ويكون ذلك أثناء موائد الإفطار، وتترك تلاوة القرآن أو إلقاء درس ديني أثرًا طيبًا في المدعوين، وتساعد على جذب غير المتدينين من المدعوين إلى التديُّن والالتزام بالتعاليم الإسلامية، وتنظِّم الجمعيات الخيرية موائد الإفطار الجماعي وهي تماثل "موائد الرحمن" في مصر، وتشارك العديد من الدول العربية والإسلامية في إقامة مثل هذه الموائد عن طريق البعثات الدبلوماسية؛ مما يُشعر المسلم الروسي بعمق الروابط بينه وبين باقي شعوب العالم الإسلامي. لا مراعاة لحرمة الشهر وروسيا لا يتغيَّر وجهها في رمضان على اعتبار أنه شهر مبارك لدى المسلمين يجب مراعاة الشعور الإسلامي العام فيه أو مراعاة حرمته، وكذا الشعب الروسي، الكل مستمرٌّ في غيِّه دون النظر إلى أصحاب الديانة الثانية هناك، فلا تغير عن باقي أيام السنة، البرامج التليفزيونية والإذاعية كما هي، تبث دون احترام لمشاعر المسلمين، كما يتواصل عمل المقاهي وأماكن تقديم المسكرات طوال شهر رمضان، وهذا الوضع يضعنا أمام طبيعة مشكلات المسلمين في روسيا، والتي ترتبط بعدم اعتبار المجتمع الروسي الأرثوذكسي في الغالب جزءًا أساسيًّا من أجزاء المجتمع؛ مما يتطلب تحركًا من المسلمين الروس وكذلك من بلاد العالم الإسلامي؛ من أجل نَيل المزيد من الحقوق للمسلمين الروس في ممارسة عباداتهم بصورة عامة، وخلال شهر رمضان المبارك بشكل ظاهر، يشعر خلاله جميع الروس (مسلمون، وأرثوذكس) أن هناك شهرًا مباركًا يمر على طائفة دينية، لها تكتل سكاني، يزيد عدده على عدد سكان العديد من الدول. عمرة رمضان وترتيبًا على أن الدولة الروسية لا تراعي حرمة رمضان يسعى عدد من المسلمين الروس لقضاء هذا الشهر المبارك في بلد آخر، وحبَّذا لو كان هذا البلد هو المملكة العربية السعودية لأداء للعمرة، التي يستعدون للفوز بتأشيرتها قبيل حلول رمضان؛ باعتبار أن عمرة في رمضان تعدل حجة في غيره، وآخر عدد من التأشيرات للعمرة حصل عليها المسلمون الروس في رمضان الماضي كان 2000 تأشيرة، حسب ما أعلنه الإدارة الدينية هناك، كان الشيخ راوي عين الدين- رئيس مجلس المفتين في روسيا- ويتوجه كافة الراغبين في أداء العمرة في شهر رمضان إلى الديار المقدسة جوًّا عبر عَمَّان والقاهرة. صلاة التراويح بعد 70 عامًا من نفْي المسلمين داخل روسيا في الحقبة الشيوعية، يعود المسلمون الروس اليوم؛ لتنسُّم هواء الحرية الذي ظهر من خلال ابتهاجهم بقدوم المناسبات الإسلامية، خصوصًا شهر رمضان المبارك، ويظهر هذا الابتهاج والفرح من خلال المساجد المنتشرة في ربوع روسيا يتوافد عليه بكثافة المسلمون الروس لصلاة التراويح كل يوم، وهي عشرين ركعةً، وليست المساجد فقط هي التي تحتفي برمضان ولكن الأشخاص مثلاً في منطقة نيجني نوفجراد يحتفون في بيوتهم برمضان وكأنه عيد؛ حيث يدعون شخصيات معروفة من المسلمين الروس- من مجلس الإفتاء مثلاً- في بيوتهم ويدعون الناس ويجلسون هناك يذكرون الله، ويأتي إمام المسجد ليقرأ القرآن، ويلقي كلمةً عن فضائل رمضان ثم يدعو لنصرة الدين والأمة الإسلامية. وتوجد في المساجد قاعات صلاة للنساء، بعضهن قَدِمن من أحياء بعيدة لأداء الفريضة، أعمار شتى، وتتلخص الشعائر الرمضانية عند الروس في الاجتماع حول موائد الإفطار والذهاب إلى أداء صلاة الجماعة، وتقوم المساجد الرئيسية بختم القرآن الكريم طوال شهر رمضان؛ الأمر الذي يجعل من هذا الشهر عيدًا يمتد على مدار ثلاثين يومًا، وتعد صلاة التراويح مهمةً جدًّا في توحيد المسلمين؛ حيث يشعر المسلم القادم إلى أداء صلاة التراويح بأنه قادم إلى جماعة فيستقرّ لديه الشعور الديني الإيماني. رمضان طريق الهداية تؤدي هذه الأجواء الرمضانية إلى إقبال بعض غير المسلمين على اعتناق الدين الإسلامي، فقد أعلن الأستاذ الجامعي الروسي فولنتين بروساكوف إسلامه، وكان فولنتين يعلِّم وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس اللغة الروسية أثناء دراستها الجامعية، وبروساكوف روسي المولد وكان يعتنق اليهودية، إلا أنه هاجر إلى أمريكا في زمن الاتحاد السوفيتي؛ حيث كان رافضًا للشيوعية وعاش بها عشرين عامًا ثم إلى روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي. وقد كان طريقه إلى الإسلام شاقًّا؛ فقد هرب من الشيوعية ثم هرب من الديمقراطية الأمريكية، وقد كان باستمرار ينتقد الكيان الصهيوني والصهاينة، ولم تكن تعجبه أكذوبة "شعب الله المختار"، وهو ما انعكس بوضوح من خلال كتاباته، ويكتب اليوم عن الإسلام في صحيفة الفكر المعاصر الروسية، وهي أول صحيفة شهرية توزَّع على نطاق واسع في روسيا يصدرها المركز الإسلامي في روسيا؛ حيث تضم موضوعات تهم المسلمين والدعوة الإسلامية، وكان 3 قساوسة روس أعلنوا إسلامهم في رمضان من العام الماضي ولعبوا دورًا فعَّالاً في نشر الدعوة إلى الإسلام. رمضان مختلف في القرى وإذا انتقلنا إلى القرى الروسية نجد رمضان مختلفًا في روسيا؛ ففي قرية مثل "أربيشكا" مثلاً تخلو شوارع القرية تمامًا من المارَّة؛ فالكل يجهِّز للإفطار في المنازل, أما في المسجد فيتجمَّع عدد من شيوخ القرية بانتظار أذان المغرب، الذي ما إن يرتفع حتى يبدأ هؤلاء إفطارهم بتناول الزبيب, ثم يصلون المغرب, بعد الصلاة يتوجَّه الجميع إلى منزل أحد الأثرياء الذي يجهِّز مأدبة الإفطار الجماعي, وهو تقليد درج عليه المقتدرون من أهالي القرية، ويكون الإفطار الجماعي على طاولتين، واحدة للنساء في غرفةٍ تجاور المطبخ، وأخرى للرجال في الطابق العلوي, على الطاولتين تتوزَّع أطباق الفاكهة والفطائر, قبل ذلك كله ترتفع الأكفّ ويدعو الجميع بالخير لصاحب المنزل وأهله, الذين تنتابهم حركة دءوبة ونشاط غير عادي, فرحًا باستضافة هذا العدد من الصائمين. ملامح البهجة الرمضانية في القرى الروسية قد لا تختلف كثيرًا عن مثيلاتها في دول عربية وإسلامية, فقط الظاهر والملموس أيضًا أن المسلمين الروس في فرحهم برمضان وكأنهم يعوِّضون سنوات طويلة كان الجار يخشى أن يقول لجاره مجرد عبارة "رمضان كريم", لكنها أيام قد ولَّت، لم يبقَ منها سوى ذكريات تُستدعَى كل مرة بمشاعر لا تخلو من مرارة. ----------------------------
أضف تعليقك (منقول) | |
|