سعد غازى الهوارى المدير العام
المساهمات : 699 تاريخ التسجيل : 28/08/2009 العمر : 65
| موضوع: * رمضان يلملم أوراقه !!! الخميس سبتمبر 17, 2009 5:13 am | |
| رمضان يلملم أوراقه فهل نظل على أخلاقه**** رمضان لم يكن شهر العبادة فحسب، بل هو شهر تتجدد فيه الإرادة والعزيمة، وهو البداية لعام جديد نتقرب فيه إلى الله؛ وهذا لن يتأتى إلا بالمحافظة على ما اكتسبناه خلال الشهر الكريم من التقوى، فهو فرصة وبداية للارتقاء بأخلاقنا طوال العام، خاصةً في ظل الانهيار الأخلاقي الذي نعاني منه؛ مما يجعلنا في أشد الحاجة لأن يكون هذا الشهر دائمًا معنا طوال العام. رمضان البداية تقول الدكتورة ابتسام عطية أستاذ التربية بجامعة الأزهر: إن شهر رمضان شهر صوم وعبادة، ولا بد أن يتوازى مع العبادة سلوكيات إسلامية؛ فإذا اتبعنا هذا السلوك الإسلامي سيكون فضل رمضان طوال العام؛ فرمضان شهر مختلف تتحسن فيه أخلاقنا، ونتقرب إلى الله، وننكب على الدين بمظاهره المختلفة؛ ولكن بعد رمضان يعود الناس إلى ما كانوا عليه قبل رمضان؛ بسبب انفصال العبادات عن السلوكيات فرمضان البداية. ويشير الدكتور أحمد طه الريان أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر قائلاً: إن رمضان فرصة موسمية يجب أن ننتهزها للارتقاء بأخلاقنا، فقد جعله الله شهرًا نجدِّد فيه طاقتنا الإيمانية من خلال تقوية الإرادة. فنصبر ونتحمل على ما حلله الله لنا، فما أحوجنا أن نصبر على ما حرَّمه الله؛ فالمسلمون في الشهر الكريم يهتمون بأعمال الخير وقراءة القرآن والتسبيح خلال الشهر، ويتذكر أننا مأمورون بالكرم والصبر والتكافل والتسامح، فإذا كان الناس يسعدون من خلال تعاملاتهم الإسلامية، فلماذا لا يستمر هذا الشهر طوال العام. إحياء التقوى أهم ميزة في رمضان هي إحياء التقوى والمراقبة لله، هكذا تحدث الدكتور محمد مختار المهدي قائلاً: الفرصة في رمضان إحياء التقوى؛ لذلك يقول الله في كتابه الحكيم: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)﴾ (البقرة)، فالتقوى تخرِّج الإنسان من أي مأزق، وتفتح أبواب الرزق، فمن يتق الله يجعل له مخرجًا. لذلك فرمضان فرصة جيدة لترويض أخلاقنا؛ هذا على مستوى الفرد، أما على مستوى الأمة، فيقول الله في كتابه العزيز: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ﴾ (الأعراف: من الآية 96)، ولكن للأسف الشديد فإن وسائل الأعلام الفاسدة تقتل الأثر الناتج للصحوة الإيمانية التي تحدث أثناء الصيام. فمهما كان أثر الصيام نجد أن الإعلام يبطل الأثر الناتج عن الصيام، وخاصةً أن الإغراءات كثيرة؛ لذلك يستطيع أن يمتد أثر رمضان لبعد رمضان، وهذا هو الشيء الطبيعي إذا تمَّ إغلاق أبواب المؤثرات التي تبطل، وأهمها وسائل الإعلام الفاسدة، فضلاً عن الثقافات الوافدة، فالرسول منع سيدنا عمر من الاطلاع على التوراة، قائلاً له صلى الله عليه وسلم: "لقد جئتكم بها بيضاء نقية، والله لو كان موسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعي"، فحتى يتمكن الإسلام من القلوب لا بد أن يتحصن المسلم بالقرآن والسنه، ثم بعد ذلك الاطلاع على الثقافات الوافدة، وهذه هي فلسفة الإسلام. ويعطي الدكتور المهدي مثالاً لبعض العادات السيئة التي يمكن أن تكون فرصةً للإقلاع عنها أفضل في رمضان ألا وهو التدخين، فليستمر المسلمون في الامتناع عن شرب السجائر بعد رمضان، خاصةً أن رمضان يقوي العزيمة والإرادة. التقوى في كل شهر ويوضح الدكتور محمد رأفت عثمان الأستاذ بجامعة الأزهر أن العبادات مقصود بها أن تسمو بالسلوك الإنساني، فمع كونها خضوعًا لله عزَّ وجلَّ؛ فإنها أيضًا مع ذلك جاءت لمصلحة الإنسان ذاته، ومعنى ذلك أنها تعود عليه بالنفع، فلو نظرنا لكل العبادات لوجدنا هذا المعنى. فالصلاة مثلاً بيَّن الله عزَّ وجلَّ أن من شأنها أن تنهى عن الفحشاء والمنكر، فلو أداها المسلم بكل شروطها وكمالها، واستحضر معناها وهو يؤديها فإن هذا ينعكس على سلوكه، وشأن الصلاة كالحديقة المليئة بالورود إذا دخلها الإنسان فإن أثرها أن تشرح صدره، وكذلك الصيام بيَّن الله عزَّ وجلَّ فائدته للإنسان لقوله تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)﴾ (البقرة)؛ وذلك للامتثال لما أمر الله، واجتناب ما نهى، والعاقل من يجعل حصوله على الفائدة طوال العام، ولا يجعلها قاصرةً على شهر، ثم يعود إلى طبيعته في سائر الشهور. إذن فنحن محتاجون إلى أن ننشر الوعي بين الناس بأن ثمرة الصيام في رمضان هي التقوى التي يجب أن تستمر طوال حياة الإنسان، وأن يعرف أن الله الذي كلَّفه بهذه العبادة في الشهر الكريم؛ إنما كانت حكمته عزَّ وجلَّ إحداث التقوى، ولا يتصور أن تكون التقوى في شهر دون غيره. ويضيف قائلاً: إن من خيرات رمضان تعوُّد المسلم على فعل الخير، وكفه عن بعض ما اعتاده من مخالفات شرعيه؛ كالغيبة والكذب والتعدي على الناس بالألفاظ الشائنة، فالإنسان المؤمن العاقل يجب أن يستمر على ما يفعله في رمضان، ولا يتراجع عن خير قام به في رمضان من سلوك مستقيم. تكلف الأخلاق وتتحدث كريمة عبد الغني- داعية- عن أهمية التعود على العادات الطيبة في شهر رمضان قائلة: إن هناك أناسًا لا يدخلون المسجد إلا في رمضان؛ فهو حلقة النجاة الوحيدة، فيجب أن نستغل الحس العام على التقرب إلى الله عزَّ وجلَّ. حيث تكون النفس مهيئة للاستماع أكثر من أي وقتٍ آخر، وهذا الأمر لن يتحقق إلا بالفهم والعلم، وهذا يحتاج أن يدرك الناس أن الأخلاق ليست كماليات ولكنها عبادة، فإذا بحثنا في التراث الإسلامي نجد فيه الكثير الذي يوضح مكانة الأخلاق، وأنها لا تقل أهميةً عن العبادة (ففي إشارةٍ عن امرأة بأنها صوامة قوامة، ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: "لا خير فيها، هي من أهل النار". ورواية أخرى تحكي أن راعي غنم شاهد النبي، وهو رابض خارج حصن خيبر؛ حتى يحاربوا اليهود، فذهب للنبي صلى الله عليه وسلم ليسأله عما يحدث، فأجابه وعرض عليه الإسلام وأسلم، وفهم أن واجب اللحظة مشاركته الجهاد، ولكن الذي كان يؤرقه هو أنه أمين على الأغنام وليس بصاحبها، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الأغنام أن تعود لصاحبها، وبالفعل شارك النبي الجهاد، واستشهد والحور العين تمسح عن وجهه التراب. وعن إمكانية التخلق تقول: ما كان الله جل جلاله يكلفنا بأمرٍ إلا وهو عالم أننا قادرون على فعله فيقول في كتابه العزيز: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)﴾ (الشمس) بدليل أن الصحابة قد تغيَّروا من خلال الفهم والإرادة والبعد عن الهوى. فيقول الرسول صلى الله علية وسلم: "من سَنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ومن سَنَّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئًا". وترى الداعية عبد الغني أن أهم شيء يجب أن نتخلق به هو الحياء في تلك الآونة؛ لأن الفضائيات أشاعت الإباحية والفاحشة، وهذا لن يتأتي إلا من خلال الفهم الصحيح للإسلام والدعاء وتكلف الأخلاق؛ أي مجاهدة الإنسان نفسه، ومصاحبة الأخيار والقراءة في سير الصحابة لبيان أهمية الأخلاق، فالبلاءات التي تلاحق العالم الإسلامي بسبب الذنوب، وهنا نؤكد دور الآباء في تربية أبنائهم تربية صحيحة للإسلام، ووعيهم بأن دورهم أكبر وأصعب من ذي قبل، وكذلك الدعاة عليهم أن يقرأوا جيدًا ويجددوا أسلوبهم وشواهدهم من خلال البحث في أصول الكتب والتراث. الجو الإيماني وتوضح الدكتورة عزة سلام أستاذ علم النفس بجامعة المنيا أن الجو الإيماني في رمضان والخطاب الإعلامي، وكذلك الخطاب الديني يكون قويًّا في رمضان فقط، وهذا ما يدعونا إلى أهمية تركيز الخطابين الديني والإعلامي على أهمية الصيام وفلسفته، وأهميه ترويض النفس طوال العام واتخاذ شهر رمضان كبداية. ========== أضف تعليقك | |
|