كيف تستقبل الأقلية المسلمة بالفلبين شهر رمضان المبارك؟
بينما يستقبل العالم الإسلامي شهر رمضان المبارك بتبادل التهاني والحفاوة تعظيمًا لشهر سماه المفكر الإسلامى د.محمد عمارة بمولد الدين الإسلامى، واعتبر هذا الشهر برحم الأمة لكون القرآن نزل فيه.
أما شعب مورو المسلم في جنوب الفلبين فلا يزالون يستقبلون أعيادهم الإسلامية بهدية مقدمة من حكومة الفلبين بالمفرقعات النارية الحقيقية التي تشرد بها الآلاف من المسلمين من مناطقهم الخصبة، ثم بعد حين يستوطن بها النصاري من الشمال استئصالاً لوجود إسلامي في الفلبين.
ورغم مناداة 13 مليون مسلم في الفلبين وجبهتي مورو الإسلامية والوطنية وسكرتير المنظمة للعالم الإسلامي بوقف العمليات العسكرية احترامًا للشهر الكريم، أو على الأقل إعطاء المشردين فرصة التنفس من الرصاصات الثقيلة التي لا تفرق بها بين مجاهدي الجبهة ومدنيين، حتى يتمكن الأخير من استغلال حصادهم الزراعي ليفطر به المسلمون المشردون خلال رمضان، أو حتى السماح لمنظمات إنسانية لتقديم المواد الغذائية والأدوية لمتضرري الحرب.
إلا أن حكومة الفلبين بلسان إدواردوا أرميتا السكرتير التنفيذي بالحكومة صرح بمواصلة العمليات العسكرية بذريعة ملاحقة مقاتلي جبهة تحرير مورو الإسلامية.
فقضية شعب مورو في جنوب الفلبين تعتبر أطول قضية إسلامية لم تنل الاهتمام بها في العالم الإسلامي، مما يسهل للحكومة الفلبينية التلاعب بقضية شعب عانى كل أنواع الظلم والإبادة، وكان آخره الحرب القائمة في الجنوب بعد فشل المفاوضات التي كانت من المفترض أن تتم مراسم التوقيع عليها بين الحكومة وجبهة تحرير مورو الإسلامية بماليزيا الشقيقة في 5 / 8 /2008م بغياب أغلب المؤسسات الإسلامية وحكوماتها.
وإن كانت أواخر الخلافة الإسلامية قد أهملت وتجاهلت مأساة مورو، فالتساؤل مازال يتردد في أذهان البسطاء المسلمين في الفلبين. لم هذا الصمت والإهمال من جانب إخواننا في العالم الإسلامي؟
هل مصلحتهم في الفلبين تعادل مصالحهم في الغرب؟
أليس النصارى الفلبينيون ينعمون برغد العيش في منازل المسلمين ومؤسساتهم وشركاتهم – بالخليج العربي بالذات - ويقبض هؤلاء بالدولارات يعطون جزءًا منها - كمساندة للمؤسسات التنصيرية في الفلبين، ونقتل بها؟
لا والله ليس هذا الدين الذي ندين به أيها المسلمون، فليس يليق بنا كأمة إسلامية الجهل عن الغفلة لأنها جريمة يستحق مقترفوها العقاب؟
فالإسلام يحث أتباعه بأخوة التناصر والتساند، ويفرض على الجسد كله السهر إذا أصيب جزء منه.
ولا ننكر الأنشطة الخيرية الإسلامية في جنوب الفلبين، وهي أنشطة تقتصر في بناء مساجد ذات مساحة صغيرة، ثم يضربها الجيش الفلبيني بالهاون، مدعيًا أنها مأوى الإرهابيين!!
فما قيمة بناء المساجد إذا كانت الأرض مغصوبة وسكانها تحت الصفر أدبيًا.
قد يرد الأخ بأنه مغلوب على أمره في دولته، فهنا يأتي دور الفرد المسلم المؤمن الذي لديه عامل أو خدام في منزله أن يستغني عن العمالة الفلبينية.. فهذا أقل واجب جهادي تقدمونه لدينكم!!
وإن كنتم لا تستطيعون اتخاذنا عمالاً في شركاتكم فعلى الأقل ساندونا في استعادة أراضينا الزراعية الشاسعة التي تم تهجيرنا عنها حتى نسد نداء بطوننا اليومي.
وواجب أجهزة الدعوة ومنابر الجوامع مساندة هذه الحملة وتذكير الأمة بمأساتنا في الفلبين التي قلما نسمع الدعاة ومفكري الأمة الإسلامية من يذكر حالتنا سواء في مواقعهم على شبكة الإنترنيت كانت أو كتاباتهم.
رحم الله الشيخ محمد الغزالي الذي ذكّر الأمة في كتاب سماحته القيم - رحمة الله عليه - "علل وأدوية" بأحوالنا والتسعير بأعضاء جسم المسلم بالفلبين.
"وإذا ساعدنا الشعوب الإسلامية - بعد الله سبحانه وتعالى - بالضغط على الحكومة الفلبينية فمن المتوقع أن تتراجع الفلبين شعبًا وحكومة بقرارها الغاصب ضد المسلمين.
سيأتيكم بالأكيد مسئولو الفلبين عن بكرة أبيهم يطلبون رد العيش إلى عمالهم ويجاملون على الأقل الأمة الإسلامية بالمثل. ساعتها برأي بسيط تحتج حكوماتكم بأن الأمة الإسلامية ترفض العمالة الفلبينية لعدم تمكن الأقلية المسلمة بالتمتع بحقها المشروع، وحقها في العيش وحقها أيضًا في التعليم بكل أنواع العلوم وليس العلم الذي تفرضه علينا حكومة الفلبين، والتي يقصد به إبعاد المسلمين من تعليم دينهم كما فعلوا بأحد مبعوثي الأزهر الشريف الذي مسوا كرامة جسده بالأذى والمهان كداعية إسلامي ولفقوا له تهمة اقتناء مواد المتفجرات، ما أدى لسحب الأزهر لكل طاقم بعثته من الفلبين وخسرت برحيلهم الأقلية المسلمة وسعدت بها المؤسسة التنصيرية.
==========
(متقول)