سعد غازى الهوارى المدير العام
المساهمات : 699 تاريخ التسجيل : 28/08/2009 العمر : 65
| موضوع: * تحديد وقت خاص للإستماع إلى الأولاد الثلاثاء أكتوبر 20, 2009 6:41 pm | |
| تحديد وقت خاص للاستماع إلى الأولاد يعتقد أكثر الأمهات والآباء أن مجرد وجودهم مع الطفل في الغرفة نفسها، أو البيت نفسه كفيل بتقوية العلاقة معه، ولا داعي لتخصيص وقت للكلام والحوار معه. وقد يكون لدى الأب/ الأم مسؤوليات عديدة تحتل كل وقته وتستهلك كل طاقاته، وليس لديه الوقت الكافي أو الصبر والحلم اللازم للاستماع للطفل. لذلك فليس من المستغرب إذا ما قام العديد من الآباء والأمهات بالاحتجاج على هذا الطلب قائلين: "لا نستطيع أن نتصرف كذلك في كل مرة يعارضنا فيها أبناؤنا، ويرفضون تنفيذ ما نطلبه منهم" ويتهمون هذا الأسلوب بأنه غير عملي ولا يمكن تطبيقه، ولكن حرمان الأولاد من حق الاعتراض أو المعارضة يجعل شعور التمرد يتراكم داخلهم، لينفجر في أحرج الأوقات، أو عندما يكون الأب/ الأم في أشد الحاجة للراحة. لذلك من الأفضل أن تستغل أية فرصة تسنح لك للاستماع للأولاد، وأكد لهم مرة بعد مرة أن صوتهم مسموع، وأنك مدرك احتياجاتهم ومتفهم إياها. صحيح أنه وفي البداية سيحتاج الوالدان إلى كثير من الصبر والحلم والمثابرة، ولكن هذه الحاجة ستتضاءل مع الزمن لأن العلاقة مع الابن/ الابنة تتحسن والثقة تزداد بينهم، وبالتالي فإن رفضه سيقل وثورات غضبه ستتلاشى. ماذا يحصل خلال الوقت المخصص للاستماع للأولاد: 1- السماح للابن/ الابنة بإبداء رأيه بصراحة وجرأة يخفف حدة مشاعر الغضب والرفض. 2- المثابرة على حث الابن/ الابنة على سلوك الطريق الذي يراه الأب/ الأم صحيحا تؤكد للابن/ الابنة مدى أهمية ذلك الأمر، وتعزز ثقته في أبويه وفي جدية قراراتهما. 3- هذا بالتالي يساهم في تقويم موقف الابن/ الابنة، ليتناسب مع ما يراه الأبوان صائبا، خاصة عندما يقتنع أن استمرار غضبه أو رفضه لن يفيده شيئا. إدراك الأبوين مدى أهمية الاستماع إلى الابن/ الابنة وتخصيص وقت كاف لذلك، ومعاملته بطريقة محترمة وإيضاح السلوك السليم له، سيخفف كثيرا تمرد الابن/ الابنة ونوبات الغضب أو الرفض والتحدي، فالابن لن يلجأ إلى أسلوب الغضب والصراخ والبكاء والعناد مرة أخرى عندما يعرف أنها غير فعالة. وأحب أن أؤكد أن الأمر لا يتطلب أكثر من خمس أو عشر دقائق مكرسة لهذا الابن أو تلك الابنة، لتشعره بأنك تهتم به وتحبه وتعطيه الفرصة للتعبير عن مشاعره الخاصة، واحتياجاته وأمانيه ورغباته وتؤكد له أو لها تفهمك. والأهل عادة لا يبخلون بالساعات الطويلة التي يقوضنها في الأسواق بحثا عن ألعاب مسلية أو ملابس جميلة لأولادهم! أفلا يجدون خمسة دقائق للاستماع لهم؟ فهذه الدقائق الخمسة أو العشرة هي دقائق ثمينة وقيمة، وهي أهم شيء نقدمه لهم. وستكتشف بنفسك أن توفيرك الوقت الكافي لابنك/ ابنتك لن يذهب هباء منثورا بل سيعود عليك باستجابته لك بشكل أفضل وأحسن. ولكن كيف تستمع؟ هناك شرطان: 1- أن تنصف إلى ما يقوله ابنك/ ابنتك وتتفهمه. 2- أن تعرف كيف تحدد مشاعر ابنك/ ابنتك، وتفسرها له بطريقة بسيطة وهادئة وودية. عندما يصف الأب/ الأم مشاعر ابنه/ ابنته، ويفسرها له/ لها، وينبهه إلى حقيقتها وخلفيتها، يدرك الابن/ الابنة أن أباه/ أمه يعرف ما يجري في داخله بدقة، ويشعر أنه يفهمه فعلا، وهذه نقطة بالغة الأهمية، حيث أنه وبمجرد حصول ذلك تزول العقبة الكبرى التي غالبها ما تكون سبب تباعد الجيلين، والتي وراء شكوى غالبية المراهقين بأننا لا نفهمهم. يمكن رؤية مدى نجاح وفعالية هذا الأسلوب مع جميع أنواع الأطفال، وكل ما يجب عليك، هو أن تتجاوز حالتك العاطفية، وألا تسمح لأية مشاعر سلبية أن تتحكم بك، وأن تتعاطف مع ابنك/ ابنتك، وتحاول معرفة الحالة العاطفية التي يمر بها وتصفها له، ويمكن تحقيق ذلك إذا أدركت أن الطفل الذي يمر في حالة رفض ويقاوم إرادة أبوية بعناد، إنما يخضع إلى تأثير هذه العواطف التالية بحسب ترتيب ظهورها: 1- أولا وعلى السطح يأتي الغضب. 2- وتحته يقبع الحزن. 3- وتحته يختبئ الخوف. من الضروري إعطاء الطفل الفرصة ليغوص في أعماقه ويتصل بهذه المشاعر السابقة: (الغضب- الحزن- الخوف)، وإلا بقي عالقا على السطح الذي لا يعبر إلا عن الغضب، (كما في المثال السابق: الإصرار على تناول الحلوى). ومما يفيد الأبوين في هذه العملية، الانتباه إلى طبيعة الطفل واعتمادها عند محاولة قيادته في رحلة إلى أعماقه. فمثلا (وباستعمال مثال الطفل الذي يريد الحلوى): الطفل الحساس: تحتاج إلى وقت أطول معه، لأنه فعلا يحتاج إلى تفهمك مشاعره العميقة المعقدة، وبما أن المشاعر والأحاسيس تشكل عاملا أساسيا لديه، يجب عليك التركيز على ذكرها، فتقول له مثلا: "أنني أتعاطف معك، وأشعر بشعورك الآن، وأعرف أنك تشعر بالغضب لأنني لن أعطيك قطعة الحلوى الآن، وأدرك أنك حزين لأنك لن تحصل على الحلوى الآن، وأعلم أنك خائف من ألا يبقى لك حصة من هذه الحلوى، ولكني أحب أن أؤكد لك أنني أدرك مدى شدة مشاعرك تلك، ولذلك سأحفظ لك الآن قطعة لذيذة لتأكلها بعد العشاء". أما مع الطفل النشيط والذي يحب الحركة، فعليك الإشارة إلى كل ما يتعلق بعامل الحركة، أي استعمل كلمات تصف حركاته، ونشاطاته، وقل له بشكل واضح ومباشر ماذا تريد أن يفعل. فمثلا تقول به: "أعرف أنك قد تركت ما كنت تقوم به (مثلا: كان يلعب أو يرسم أو يدرس) وتوقفت عنها، واتيت راكضا لتحصل على الحلوى، إنك غاضب فعلا، لأنك تريد قطعة حلوى الآن، وأنا أريد أن تعود وتعاود ما كنت تفعله (أو وجهه نحو نشاط ما) ريثما يحين موعد العشاء". أما الطفل المتجاوب فهو يحتاج إلى ما يثير انتباهه وإلى ما ينشطه عقليا وجسديا، لذلك عليك تحويل اهتمامه من الحلوى إلى شيء آخر، وباللجوء إلى الوصف بالتفصيل، يمكنك أن تقول له مثلا: "أعرف إنك تريد قطعة حلوى، وأنك غاضب فعلا لأنك تريد قطعة الحلوى الآن، وأنك حزين لأنني لن أعطيك إياها الآن. دعنا نأخذ هذه القطعة اللذيذة التي تريدها، ولنضعها في صحن نظيف خاص بك، ولنغطها بهذا الغطاء الملون هكذا، وما عليك إلا الانتظار قليلا، حيث قريبا سنتناول طعام العشاء اللذيذ، فقد طبخت لك طبق الأرز مع الدجاج، وسأزينه بحبات الصنوبر الذهبية اللون.. إلخ". أما الطفل المتفرج: فهو يتأثر بعامل الوقت والتوقيت ويحتاج إلى أن يكون منتظما. فإذا ما شرحت له الأمور وأصبح على علم بما سيواجهه، فإنه يصبح أكثر تعاونا وأقل معارضة، فمثلا يمكنك أن تقول: "أعرف أنك تريد الحلوى الآن، وأنك فعلا غاضب لأنك لا تريد الانتظار، ولكن لا يمكن تناول الحلوى قبل طعام العشاء. بعد نصف ساعة يحين وقت وجبة العشاء، فنأكل طعام العشاء اللذيذ معا، وبعد أن ننتهي يحين وقت الحلوى، فتستطيع عندئذ أن تأكل قطعة الحلوى التي تريدها. متقول للإفاده))))) | |
|