منسيون في الهيمالايا
دولة التبت (1)
ترى هل يعلم أحد شيئاً عن المسلمين في التبت؟؟ هل أحد يعلم شيئاً عن اضطهادهم؟؟ ربماسمع القلة منا نحن المسلمين عنهم.. لكن لا اعتقد أن كثيرون سمعوا عن المسلمين في التبت, هلم بنا في تلك الحلقة نتعرف على إخواننا المسلمين في التبت, وهم أيضا أحد المسلمين المنسيين في الهيمالايا.
التبت : هي منطقة ودولة سابقة في آسيا الوسطى وموطن الشعب التبتي. ترتفع عن سطح الأرض بمعدل إرتفاع يصل إلى 4900 متر ، تسمى أحيانا بـ"سقف العالم".
ولطالما ظلت تلك المنطقة النائية من العالم في ظلمات النسيان رغم تكبد الإنسان المتطور الغربي سبر أغوارها ولكن وقفت محاولاته المتطفلة أمام عزم أبناء التبت وقوتهم ضد كل متطفل.
ظلَّ الغموض يحيط بالتبت فترة طويلة من الزمن بسبب ظروفها الطبيعية وتعقيد تضاريسها ووعورة مسالكها وكونها منطقة معزولة عن العالم الخارجي, لذا أطلق عليها بعض الجغرافيين الأوربيين "قلب آسيا الميت"أما الجغرافيين العرب فقد أطلقوا عليها التبت ولقبوا حكامها بالخواقين كما ذكر ذلك ياقوت الحموي وغيره.
· المساحة: 2.5مليون كم2,وهذه المساحة تساوي تقريباً مجموع مساحات ألمانيا وأسبانيا وفرنسا.
· العاصمة: لاسا وهيعاصمة التبت التقليدية كما هي عاصمة منطقة التبت المحكومة ذاتيا.
· تعداد السكان: التعداد الرسمي من قبل الاحتلال الصيني 3مليون نسمة أما التعداد الغير مسجل هو6مليون نسمة معظمهم من أبناء قومية التبـت ذوو الملامح القاسية والضخامة إذا قورنوا بالصينيين .
· تعداد السكان المسلمين: يبلغ ثلث التعداد الكلي الرسمي للمنطقة أي مليون نسمة.
· الديانة: الديانة الأكثر انتشاراً في التبت البوذية, يليها الإسلام – الذي يقدر عدد أتباعه بثلث اتعداد الكلي للسكان, وهناك معتقدات أخرى دخلت مع أعداد الصينيين الكبيرة التي تدفع بها الحكومة الصينية للإقليم.
· اللغة: التبتية, أما اللغة الرسمية الصينية تحت الاحتلال الصيني.
· الأقاليم: يوتسانغ ( التبت الوسطى) ، دوميد، ( شرق شمال التبت) ودوتيد ( شرق جنوبالتبت.
· البلدان المجاورة: الهند، ونيبال ، وبوتان، وبورما، وتركستان الشرقية والصين.
· أول مسجد بني في التبت بلاسا:المسجد المسمى (مسجد القوس) وهو أول مسجد أسس في التبت عام 1650م وترجع تسمية المسجد بهذا الاسم قبل 356 عام وبالتحديد في عهد الحاكم الديني للتبت الدلاي لاما الخامس للطريقة التي حدد به الحاكم الأرض التي تم بناء المسجد عليها - حيث كانت هبة الأرض بطريقة غريبة فقدأمرأحد وزراءه بإحضار قوسا ونشاب ثم وهو مطل من (قصر بوتالا) العالي وسط لاسا أطلقه باتجاه الغرب وفعلاً انطلق السهم ولمسافة غير بعيدة وقع هذا السهم في مكان القبةالتي يتميز بها المسجد,ومنها تم تحديد أرض الهبة للمسلمين منذ ذلك الوقت وبمساحة كبيرة حول نقطة وقوع السهم، فكان مركزاً إسلاميا يحتوي على مسجد جامع ومقبرة للمسلمين وساحات للزراعة وسكن ومدرسة-.
هذا ويقع إقليم التبت في جنوب غربي الصين، وتشترك حدوده الغربية مع كشمير المحتلة, وتطل حدوده الجنوبية على الهند ونيبال وبعض الولايات الصينية، كما تحيط بحدوده الشرقية ولاية كيانغهاي الصينية وبوتان وميانيمار, وتركستان الشرقية المحتلة من الشمال.
وعندما يتحدث التبتيون والحكومة التبتية في المنفى عن التبت فهم يشيرون إلى المنطقة الواسعة التي شكلت التبت التاريخية لقرون، مكونة من مقاطعات أمدو، خام واو-تسانج. وعندما تتحدث الحكومة الصينية (والجهات الحكومية الرسمية للدول الأخرى المساندة للصين في احتلالها لهذه المنطقة) عن التبت، فإنهم يشيرون إلى منطقة تتمتع بالحكم الذاتي تسمى التبت. وهي تشكل مقاطعة أوتسانج السابقة وغرب خام، والمناطق التبتية التقليدية الأخرى التي تم دمجها في الحدود الحالية لمقاطعة قنخهاي، غانسو ، يونان وسيشوان.
وحكومة جمهورية الصين الشعبية تقول بتبعية المناطق المسيطر عليها هندياً من مقاطعة آروناخال براديش، وهو أمر لا تقره الحكومة التبتية في المنفى.
منذ 1959 ، قامت الحكومة التبتية السابقة ، بقيادة الدالاي لاما الرابع عشر تنزن غياتسو ، قامت بالحفاظ على حكومة تبتية في المنفى في دارامسالا في شمال الهند. وهي تقول بحقها بالسيادة على التبت، بحدود تطلق عليها هذه الحكومة "التبت التاريخية لاهاسا،إلى جانب مدن أخرى في التعريف الأوسع للتبت تشمل شيغاتسه ، غيانغسه، كامد".
تاريخ احتلال التبت
في شهر أكتوبر عام 1949، شنت قوات التحرير الشعبي الصينية هجوماً على أقـــليم التبت الشرقي " أمدو" .وفي شهر أكتوبر عام 1950، إحتلت قوات التحرير الشعبي وعددها حوالي 40,000 مقاطعة التبت "جيمدو" الشرقية وباءت القوات التبتية بالفشل وكان عددها يبلغ 8,000 وذلك بعد يومين من الإحتلال الصيني على التبت. وقد أخذ حاكم إقليم "جيمدو" رهينة، وأرسلت وزارة الخارجية الهندية رسالة احتجاجية إلى حكومة الصين و أعربت بريطانيا والولايات المتحدة عن دعمهما للموقف الهندي كان ذلك في بداية الأمر حيث تغير موقفهما فيما بعد.
في شهر نوفمبر عام1950م دعا مجلس التبت القومي إلى إجتماع طارئ لتولية الدلائي لاما الرابع عشر-الذي كان يبلغ من العمر حينذاك 15 عام- السلطة السياسية كرئيس الولاية في التبت، ويدعو المجلس الدلائي لاما لمغادرة التبت متوجهاً إلى " درامو " بالقرب من الحدود الهندية الشرقية.وفي مايو عــــــــــام 1951م،تعرض الإقليم لمزيد منالتهديدات من الإحتلال الصيني، تجبر حكومـــــة الصين حاكم إقليم "جميدو"والمندوبين التبتيين في " بكين" على توقيع " إتفاقية ذات سبعة عشر نقطة لتحرير التبت السلمي", وبد مرور 3سنوات على تلك الاتفاقية في عام 1954م يزور الدلاي لاما بكين.وفي عام 1956م تقيم الحكومة الصينية هيئة تحضيرية للحكم الذاتي للتبت.
وفي عام 1959م تحدث الإنتفاضة القومية التبتية في لاسا وتحبطها الحكومة الصينية وتقتل حوالي 87000 تبتي بينهم عدد كبير من المسلمين . وقد اضطر الدلاي لاما وقرابة 80000 شخص إلى مغادرة التبت متوجهين إلى الهند ويعلن رئيس الحكومة " زاهو عينلائي " عن إنهاء الحكومة التبتية. وفي نفس العام تم تشكيل هيئة النساء التبتية لتحدى الإحتلال الصيني في التبت واحتجت أكثر من 15000 امرأة تبتية ضد الإحتلال الصيني.
هذا وكانت بلاد التبت تخضع لحكم الصين في فترات قوتها، وتنفصل عنها في فترات ضعفها، وبعد الحرب العالمية الأولى قَوِي الشعور القومي عند أهل التبت، فانفصلت التبت عن الصين، وفي عام 1343هـ-1924م استعادتها الصين، ثم طردت حاكمها المسمَّى ( الدلاي لاما ) في عام 1371هـ-1951م، وأصبحت التبت ولاية صينية منذ ذلك الوقت.
والدلاي لاما هو الزعيم الروحي للبوذيين في التبت، وقد جعل منه الغرب قائدًا وزعيمًا، وتبنَّوه وأظهروه إعلاميًّا؛ لكي يستطيع الغرب التدخل في شئون الصين الخصم العنيد للغرب.
وكانت التبت مملكة مستقلة قبل أن تستولي عليها الصين، وحكمها ملوك من المسلمين لفترات طويلة وكانت علاقاتهم مع دولة الخلافة الإسلامية علاقات قوية,كما كان لملوك التبت - قبل الإسلام- علاقات صداقة مع العرب, وفي خلافة عمر بن عبد العزيز، أرسل أهل التبت وفداً إلى خراسان - بآسيا الوسطى- لطلب بعض دُعاة الإسلام فأوفد عمر بن عبد العزيز وفداً برئاسة سليط بن عبد الله الحنفي؛ لنشر الدعوة الإسلامية وبيان أحكام وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف لأهل التبت.
وقد بدأت العلاقات الإسلامية مبكرة مع سكان التبت، وكان المسلمون الأوائل أصدقاءَ لأهل التبت؛ إذ وصل الإسلام إلى الحدود الغربية لبلاد الصين في نهاية القرن الأول الهجري، عندما فتح المسلمون ( كاشغر ) وهي لا تبعد كثيرًا عن بلاد التبت.
==========
(منقول)
أضف تعليقك