بوتان
أرض خصبة للإسلام
بوتان مملكة في جبال الهيمالايا بين الهند والصين, وهي أرض يأخذ سحر جمالها بالألباب...
فسحر بوتان لا تلمسه في طبيعتها بجبالها ووديانها، أو في اللون الأخضر بأشجاره السامقة وعشبه المترامي على الأودية، أو في اللون الأبيض اللامع من قمم الجبال بتيجانها الثلجية...
سحرها في شعبها في ثقافتها البدائية العنيدة لأنها تصر على الاحتفاظ بكل عفويتها وفطريتها من أدران المدنية الحديثة.
فالطبيعة الساحرة الخلابة في بوتان ما هي إلا لوحة شكلها الخالق المبدع فأبدع صنعها سبحانه وتعالى, تجد في هذه اللوحة الجذابة الأنهار والأشجار والأودية المنبسطة والثلوج النائمة على قمم الجبال والأمطار الهادرة طول الوقت.
في بوتان ستجد أعلاماً غريبة الشكل والمعنى في أرجاء مختلفة من منحدرات الهمالايا التي ترقد البلاد في أحضانها...
ستجد أناساً يتحركون في لباسهم الصوفي غير عابئين بكل مستحدثات العصر من ملابس أو أدوات معيشة، فأهل بوتان يعيشون في كنف الطبيعة ولذا ليس بمستغرب أن يعيشوا على خيرات الطبيعة!.
فهيا بنا نسيح بين عجائب صنع الله ونتفكر في روائع خلقه ونرى هل للإسلام مكاناً بين تلك الربوع.
الموقع: تقع مملكة بوتان أسفل قمم جبال الهمالايا الشامخة، وهي دولة مغلقة, نفس مساحة سويسرا تقريباً وربما هذا هو سبب تسميتها بسويسرا الآسيوية.
عند حدودها الشمالية والشرقية تمتد هضبة التبت.
ومن الجنوب والشرق تطل الهند على بوتان.
ومن الشمال الصين.
ومن الغرب بعض أراضي الهند ونيبال.
وتُعدّ النقطة الفاصلة بين الصين والهند.
وجغرافية بوتان هي باختصار جغرافيا الهمالايا، فالبلاد بأكملها تأخذ من الطبيعة الجغرافية لجبال الهمالايا سماتها وخصائصها من حيث شكل الأرض ومناخها.
فتجد في الشمال قمم الهمالايا التي كادت تلمس عنان السماء، يوجد في بوتان قمة "جنكار بنسوم" واحدة من أعلى قمم الجبال في العالم، وفي الوسط تنبسط الأودية الخضراء التي تدين بوجودها بعد الله لنهر براهما بوترا ثم في الجنوب تفاجئك الغابات بأشجارها وحياتها النباتية الغنية الكثيفة.
أما عن الشعب فمعظمه قبائل تبتية فلاحون وحطابون, يحكمهم ملك وهو رئيس الدولة لكن إذا أراد عزله 66%من مجلس الدولة الـ"تسودو" يعزل.
مملكة بوتان:
العاصمة: تيمفو وتنطق (تهيمبهو), وبلغتهم الرسمية "دويو" وتعني "بلاد التنين".
المساحة: فطولها عرضها وتبلغ مساحتها حوالي 47 ألف كم2.
عدد السكان: 2,094,176 نسمة.
عدد المسلمين:50ألف نسمة.
الديانة: قرابة 75% بوذية, وقرابة 25% هندوسية, ونسبة ضئيلة جداً من المسلمين والمسيحيين.
المجموعات العرقية: التبتيين وخاصة النالوج50%, النيباليون وهم كثر في الجنوب ويسمون لوكشامكا ونسبتهم حوالي 35%, و15%من جنسيات أخرى ومهاجرين.
اللغة الرسمية: نزونكا "أحد اللهجات التبتية", وتنتشر هناك أيضاً اللغة الإنجليزية.
يلف الغموض بدايات هذا البلد الذي تمتد جذوره في الماضي السحيق، فلا توجد وثائق أو أوراق أو أي مخلفات تدل على بدايات التكوين، والسبب الزلازل التي كانت تضرب البلاد بلا هوادة من وقت لآخر، فضلاً عن الحرائق التي كانت تشب في الغابات ومنها في المنازل فتأتي على الأخضر واليابس.
أضف إلى هذا كله قلة عمليات التنقيب الأثرية التي تعد الأداة الأساسية للتعريف بالشعوب والممالك العتيقة، ومع كل هناك دلائل تشير إلى أن أول أشكال الحضارة في تلك المنطقة ظهرت في القرن الثاني قبل الميلاد، وثمة أسطورة تقول إن الملك "جيرو رينبوك" سافر على صهوة نمر طائر من التبت إلى بوتان وحارب أهلها وأنزل بهم شر هزيمة ثم أعطاهم أول ميثاق أنشأوا به مملكة بوتان.
وبعيداً عن جو الأساطير, فمن الثابت تاريخياً أن أهل البلد الأصليين قد ارتحلوا من التبت، واستقروا في تلك المنطقة وكان الاسم التقليدي الذي أطلق عليها وصار متداولاً حتى القرن السابع عشر هو دروكيول أو أرض دروكبا "أرض التنين", وكان أول من وحد بوتان الملك ناوا نامغا عام 1639م.
في العصر الحديث وتحديداً في عام 1865 غزت بريطانيا بوتان, وأصبحت تحت الحماية الإنجليزية عام 1910م, ثم دخلت في تفاوض مع الأسرة الحاكمة في ذلك الحين وتوصلت معها إلى اتفاق تدفع بمقتضاه بريطانيا منحة سنوية لقاء التعايش السلمي مع أهل البلد.
وفي عام 1947م أعطوا حماية بوتان للهند عندما نالت استقلالها وذلك من خلال عقد اتفاقية بين البوتانيين والهند انتقلت بمقتضاه الشؤون الخارجية لبوتان إلى السلطة الهندية, بينما استقلت الهند عام 1949م.
وفي الستينيات فرضت بوتان على نفسها ستاراً حديدياً عزلها عن العالم الخارجي فألزمت نفسها بالعادات والتقاليد الموروثة وعاشت حياتها وهي تقتات مما تنتجه من أنشطة الرعي والزراعة وبعد غزو الصين للتبت لجأت بوتان إلى تقوية صلاتها مع الهند حتى تتجنب الوقوع في نفس المصير المأساوي الذي وقع فيه التبتيون.
ورغم حركة التحديث والتمدين التي شهدتها بوتان منذ عقد الخمسينيات والمحاولات المستمرة لنشر تلك الحركة في أرجاء البلاد مازالت الغالبية العظمى من البوتانيين يعيشون في مجتمعات قروية صغيرة حيث الاقتصاد الزراعي هو السائد والأنشطة الرعوية والحقلية هي الغالبة ومن طبيعة النشاط الاقتصادي الزراعي البدائي، جاءت طبيعة الحياة بكل تقاليدها وعاداتها في مملكة بوتان بسيطة وفطرية.
إلى هنا نتوقف مع وعد باللقاء في حلقة قادمة إن شاء الله مع مملكة بوتان
==========
*مفكرة الإسلام
أضف تعليقك