مسلمو الروهينجا
مأساة بميانمار ونجاة بإندونيسيا
"لقد أحياني الله بعد أن كنت في عداد الموتى".. بهذه العبارة عبر، محمود الزبير، عن شعوره بالسعادة بعد وصوله إلى شواطئ إندونيسيا على متن قارب مع 200 آخرين من مسلمي "الروهينجا" الذين تقطعت بهم السبل لأسابيع في عرض البحر.
وكمن عاد إلى الحياة بعد أن ذاق طعم الموت، يقول الزبير، أحد لاجئي مسلمي "الروهينجا" الفارين من ميانمار إلى تايلاند في تصريحات،: "ضباط الجيش التايلاندي وضعونا على متن قارب، ودفعوه داخل البحر دون أن يتركوا لنا ما يكفي من الطعام".
ووصل زبير بصحبة رفاقه من مسلمي الروهينجا، بعضهم في حالة خطرة، إلى سواحل جزيرة سابانج في مقاطعة آتشيه شرقي إندونيسيا يوم 3 فبراير الجاري. وكان نحو 1200 من مسلمي الروهينجا قد غادروا بلادهم الأصلية ميانمار هربا من الاضطهاد وتوجهوا إلى تايلاند.
ومن مستشفى بمقاطعة آتشيه يقول الزبير: "غادرنا تايلاند يوم 18 ديسمبر الماضي، على متن قوارب، لا أعرف مصير عدد منهم".
ويضيف قائلا: "المئات كانوا يخشون الغرق بعد أن دفعتنا الحكومة التايلاندية في عرض البحر، في قوارب خشبية بدون محركات.. فإلى جانب زورقين وصلا إندونيسيا، أبحر ثلاثة منهم إلى الهند، بينما ظلت ثلاثة زوارق أخرى في عداد المفقودين".
وظهر على كثير من الفارين الذين وصلوا إندونيسيا، آثار الضرب، وكسور في العظام، وإصابات في الجلد.
حسين أحمد أحد الناجين، يقول وهو جالس في سرير مرضه بالمستشفى في آتشيه "كانوا يضربونني بالعصي( في إشارة للسلطات التايلاندية)".
انعدام الإنسانية
من جهتها أشارت السلطات الإندونيسية إلى أن لاجئي الروهينجا كانت ظروفهم مأساوية عندما قدموا إلى البلاد.
فقال تيدي الجنيدي، الملازم بالبحرية الإندونيسية: "عندما شاهدوا دوريتنا، قفزوا في البحر مثل الأسماك الجائعة، وسبحوا باتجاه زورقنا.. وعلى إثر هذا هرع الصيادون صوبنا لمساعدتهم".
وأضاف: "بعض الناجين انهاروا في البكاء فور أن وطئت أقدامهم اليابسة بعد أسابيع في عرض البحر، وأخذنا البعض إلى المستشفى في الحال".
من جهته قال ظافر أحمد، رئيس منظمة "الروهينجا" لحقوق الإنسان في ماليزيا: "العلاج الرحيم الذي وجده الروهينجا في إندونيسيا، لم يلاقوه في بلادهم.. لقد مورس ضدهم الاعتداء المنهجي من المجلس العسكري في ميانمار".
وأوضح : "الروهينجا لا يستطيعون أن ينتقلوا إلى بلدة مجاورة أو يتزاوجوا أو يفعلوا أي شيء دون الحصول على إذن من السلطات في ميانمار".
وأضاف قائلا: "يتعين عليهم الحصول على إذن رسمي قبل الزواج، ويستغرق الحصول على هذا الإذن سنتين أو أكثر". ويوقع المسلمين هناك على تعهد بعدم إنجاب أكثر من طفلين.
اعتناق البوذية
ويتهم الناجون من الغرق السلطات العسكرية في ميانمار بإرغامهم على اعتناق البوذية، مشيرين إلى أن السلطات تقوم بقطع أصابعهم إذا حاولوا الصلاة.
ويقول ظافر: إنهم "يعاملون المسلمين معاملة غير إنسانية.. هذه السلسلة من سوء المعاملة المضايقات دفعت الكثير من المسلمين إلى الفرار من ميانمار".
ويبلغ عدد الروهينجا حوالي 3.5 ملايين نسمة، يعيش منهم مليونان داخل ميانمار، أما الآخرون فهربوا خارج البلاد من الاضطهاد.
ويعتقد أن مسلمي الروهينجا ينحدرون من سلالات عربية وأخرى إسلامية استقرت في ميانمار منذ أكثر من 1000 سنة، خلال ممارستهم للتجارة.
ويعيشون في منطقة جبلية في شمال ولاية راخين، أحد أشد المناطق فقرا، وأكثرها عزلة في ميانمار.
وحرم المسلمين هناك من حقوق المواطنة منذ أن جرى تعديل لقوانين المواطنة في عام 1982، يتم معاملتهم بموجبه على أنهم مهاجرون غير شرعيين داخل أوطانهم.
==========
أضف تعليقك
(منقول)