سعد غازى الهوارى المدير العام
المساهمات : 699 تاريخ التسجيل : 28/08/2009 العمر : 65
| موضوع: * ناجورنو قرة باغ الخميس سبتمبر 17, 2009 5:40 pm | |
| ناجورنو قرة باغ مشهد مسلم بعيد!! إقليم ناجورنو قرة باغ، هو أرض أذربيجانية استولت عليها القوات الأرمينية الغازية بعد حربٍ استمرت ما بين العام 1988م، والعام 1994م، ويعني اسم الإقليم في الأصل جبال الحديقة السوداء, حيث تعني كلمة "ناجورنو" أو "ناجورني" باللغة الروسية "جبال" أو "مرتفعات" أمَّا كلمة "قرة باغ" فتعني الحديقة السوداء. وللإقليم مسمَّىً آخر في اللغة الأرمينية؛ حيث يسمى بإقليم "أرتساخ" ويعود معناه إلى إلهٍ وثنيٍّ لدى الأرمن، أما الأذريون فيعرفون الإقليم باسم "بخاري قرة باغ" أي "قرة باغ العليا" أو "الحديقة السوداء العليا". يقع الإقليم في قلب الأراضي الأذربيجانية، وعاصمته الحالية "ستباناكيرت"، نسبة للزعيم الأرمني الشيوعي "ستيبان شوماهان"، وله عاصمة أخرى قديمة، إبان تبعيته لأذربيجان، وهي مدينة شوشا، وتبلغ مساحة الإقليم 4800 كيلومتر مربع، ويبعد عن العاصمة الأذربيجانية "باكو" حوالي 270 كيلومترًا إلى الغرب. ويغلب على الإقليم الطبيعة الجبلية كما توجد بعض الأنهار التي يُستخدم ماؤها في إنتاج الكهرباء والري، وهو إقليم فقير في موارده الاقتصادية, ويعتمد النشاط الاقتصادي على الزراعة وتربية المواشي وبعض الصناعات الغذائية، من المحاصيل المشهورة: الحبوب والقطن والتبغ. وبالرغم من أنَّ الإقليم يقع في الأراضي الأذرية، إلا أن بفعل السياسات السوفيتية، وبعد احتلال أرمينيا له، أصبح 95% من تعداد سكان الإقليم البالغين حوالي 145 ألفًا، من الأرمن. وقد كان الإقليم تاريخيًّا نقطة تاريخية ثرية؛ حيث شهد صدام عددٍ من الإمبراطوريات، من بينها الإمبراطورية الروسية والعثمانية والفارسية، وهو ما كان له دورٌ كبيرٌ في تغيير التركيبة السكانية للإقليم كل فترة. وتعود جذور أزمة الإقليم، إلى قرارات الزعيم السوفيتي الراحل جوزيف ستالين؛ حيث قام ستالين بتطبيق سياسته في تهجير الإثنيات المختلفة، كما فعل في الشيشان، فقامت السلطات السوفيتية في العام 1923م بضم الأقلية الأرمينية إلى داخل حدود أذربيجان، وفي حدودٍ إداريةٍ جعلت الأقلية الأرمينية محاطةً بأقاليم أذرية من كل النواحي، في المقابل وضع الأقلية الأذربيجانية في أرمينيا في إقليم ناختشيفان المعزول عن جذورهم الأذرية المسلمة، داخل جمهورية أرمينيا. وقد مُنِحَ الإقليم صلاحية الحكم الذاتي داخل جمهورية أذربيجان، وظل هذا الوضع قائمًا من دون مشكلاتٍ في ظل الحكم الحديدي للحزب الشيوعي السوفيتي حتى عهد الزعيم السوفيتي ميخائيل جورباتشوف، الذي خفف من قبضة الحكم المركزي في موسكو. وفي فبراير من العام 1988م، طلب المجلس السوفيتي القرة باغي من موسكو انضمام إقليم ناجورنو قرة باغ إلى أرمينيا، وهو ما اعترضت عليه سلطات أذربيجان الإقليمية، وبدأت حربٌ أهليةٌ خلفت قتلى وجرحى ولاجئين من الجانبين، الأرميني والأذربيجاني. وفي ديسمبر من العام 1989م أعلن المجلس السوفيتي الأرمني ضم الإقليم لأرمينيا، وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي في أواخر العام 1991م، أعلن الانفصاليون الأرمن في الإقليم الاستقلال عن أذربيجان، ورفض الانضمام إلى أرمينيا. لكن السلطات الأرمينية استمرت في إمداد الانفصاليين الأرمن في الإقليم بالسلاح والمقاتلين، وتوغلت القوات الأرمينية في الأراضي الأذربيجانية، واحتلت الشريط الأرضي الفاصل جغرافيًّا بين ناجورنو قرة باغ عن أرمينيا، ويسمى رواق لاجين، وكذلك أراضي 6 مقاطعات أخرى شرق وجنوب ناجورنو قرة باغ، ليصل إجمالي ما احتلته القوات الأرمينية الغازية إلى 20% من أراضي أذربيجان في منتصف العام 1993م. وقد أدت الحرب إلى ظهور مشكلة اللاجئين الأذريين، والتي لم يتم حلها للآن؛ حيث فر مئات الآلاف من السكان الأذريين هربًا من القوات الأرمينية الغازية، وبلغ عددهم حوالي 23 ألف أذربيجاني وأقاموا في معسكرات كثير منها يقع حول العاصمة الأذربيجانية باكو، وكان قائد الميليشيات الأرمينية في تلك الحرب هو روبرت كوتشاريان، الرئيس الحالي لأرمينيا. وبلغ حجم القتلى من الأذريين في الحرب حوالي أربعين ألف قتيل، بالإضافة إلى 60 ألف جريح، في المقابل بلغ عدد قتلى الأرمن حوالي ستة آلاف و25 ألف مصاب. وساندت روسيا، التي ورثت الاتحاد السوفيتي السابق، أرمينيا في حربها ضد أذربيجان، وهو ما كان له الدور الرئيسي في الانتصار الذي حققته أرمينيا على أذربيجان، ولذلك قبلت أذربيجان في مايو من العام 1994م، اتفاقًا لوقف إطلاق النار، والجلوس إلى طاولة المفاوضات، بعد وساطةٍ من الاتحاد الأوروبي، وتولت فرنسا بمشاركة كل من الولايات المتحدة وروسيا المفاوضات التي عقدت في عاصمة روسيا البيضاء، مينسك. وأعلن الإقليم استقلاله، ولكن لم يعترف به أحد، وتعامله أرمينيا على أنه جزءٌ منها، ولكن سلطات الإقليم أجرت انتخابات رئاسية في أغسطس من العام 2002م، فاز بها ركادي جوكاسيان. ولا يمكن فصل هذه الأزمة التي لا تزال مستمرة حول الإقليم، عن الأزمات المثيلة التي نشأت بسبب سياسات الحقبة السوفيتية؛ مثل أزمات الشيشان والأنجوش والحركات الإنفصالية التي ظهرت في البلطيق، مثلما جرى مع أستونيا ولاتفيا وليتوانيا، والتي ساعدت على تمزق الاتحاد السوفيتي السابق. ============== إخوان أون لاين
أضف تعليقك | |
|