*~::::{شبكة ومنتديـات رحمه}::::~*
عزيزى الزائر أنت لم تسجل فى المنتدى من قبل فإذا كنت عضو برجاء تسجيل الدخول وإذا كنت زائر فيشرفنا إنضمامك لأسرة المنتدى
*~::::{شبكة ومنتديـات رحمه}::::~*
عزيزى الزائر أنت لم تسجل فى المنتدى من قبل فإذا كنت عضو برجاء تسجيل الدخول وإذا كنت زائر فيشرفنا إنضمامك لأسرة المنتدى
*~::::{شبكة ومنتديـات رحمه}::::~*
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

*~::::{شبكة ومنتديـات رحمه}::::~*

أفلام, ألعاب, اسلاميات, شعر, خواطر, طرائف, الغاز, رياضة, دردشة, عام, منتديات, ديكور, تصميم, ابداع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 * من هدي النبي المختار في تربية الأطفال.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعد غازى الهوارى
المدير العام
المدير العام
سعد غازى الهوارى


المساهمات : 699
تاريخ التسجيل : 28/08/2009
العمر : 65

* من هدي النبي المختار في تربية الأطفال. Empty
مُساهمةموضوع: * من هدي النبي المختار في تربية الأطفال.   * من هدي النبي المختار في تربية الأطفال. Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 15, 2009 4:30 pm

من هدي النبي المختار في تربية الأطفال
الأطفال هم اللبنة الأولى التي يبنى بها المجتمع حضارته


الطفل هو رجل الغد ، والأطفال هم المستقبل ، ومرحلة الطفولة هي أهم مرحلة في حياة الإنسان ،

حيث تشكل فيها شخصيته بجوانبها المختلفة النفسية والاجتماعية والصحية والجسمية، وقد اهتم الإسلام بالطفل اهتماما كبيرا، حيث أعطى الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم ) الأجيال نموذجا فريدا في تربية الأبناء وتكوين الأمم .. فجعل (صلى الله عليه وسلم ) هدفه الأول أن يصنع رجالا لا أن يلقى مواعظ وأن يصوغ ضمائر لا أن يدبج خطبا وأن يبني أمة لا أن يقيم فلسفة .. فصاغ من مبادئ الإسلام شخوصا، وحول إيمانهم بالإسلام عملا، ورسخ القرآن الكريم في صدور الذين آمنوا بمشيئة من الله عز وجل (1).
وكما اهتم الرسول (صلى الله عليه وسلم ) بالرجال اهتم بالأطفال، وقد بدأ هذا الاهتمام جليا في توجيهه (صلى الله عليه وسلم ) الآباء بحسن تربية الأبناء ورعايتهم، ويتحقق هذا بالدرجة الأولى بإعطائهم القدوة الصالحة من أنفسهم.. ولذلك فقد حرص النبي (صلى الله عليه وسلم ) على أن يظهر المربي أمام من يقوم على تربيته بمظهر القدوة الصالحة في كل قول وعمل حتى ينطبع الولد منذ نشأته على الخير ويتخلق منذ نعومة أظفاره على الصفات الفاضلة النبيلة، ومن ذلك ما رواه أبو داود والبيهقي عن عبد الله بن عامر (رضي الله عنه ) قال : "دعتني أمي يوما ورسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قاعد في بيتنا فقالت : يا عبد الله تعالى حتى أعطيك .. فقال لها (صلى الله عليه وسلم ) " ما أردت أن تعطيه"؟
فقالت : أردت أن أعطيه تمرا .
فقال (صلى الله عليه وسلم ) : "أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة"
وعنه (صلى الله عليه وسلم ) ـ فيما رواه أحمد وغيره : "من قال لصبي تعالى هاك ثم لم يعطه فهي كذبة"
إن هذا الهدي النبوي يدل على حرص النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يظهر المربي أمام من له في عنقه حق التربية بمظهر الصدق ليعطيهم في ذلك قدوة .
وروى البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير (رضي الله عنهم) أن أباه أتى به إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فقال : إني نحلت ابني هذا ـ أي أعطيته ـ غلاما كان لي .
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : "أكل ولدك نحلته مثل ذلك" ؟
فقال : لا
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : "فأرجعه"
وفي رواية : فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : "أفعلت هذا بولدك كلهم"؟ .. قال : لا
قال (صلى الله عليه وسلم ) : "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم "
ففي هذا الهدي النبوي يتجلى حرص النبي (صلى الله عليه وسلم ) أن يظهر المربي أمام من له في عنقه حق التربية بمظهر العدل ليعطيهم في ذلك قدوة .
وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما ) قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يقول : انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا : إنه لن ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فقال رجل منهم : اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق ـ أي لا أقدم في الشربـ قبلهما أهلا ولا مالا ، فنأى بي طلب الشجر يوما فلم أرح عليهما ـ أي لم أرجع إليهما ـ حتى ناما فكرهت أن أيقظهما وأن أغبق قبلهما أهلا أو مالا ، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر والصبية يتضاغون ـ أي يصيحون من الجوع ـ عند قدمي فاستيقظا فشربا غبوقهما " اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ، فانفرجت شيئا لا يستيطعون الخروج منه .. " (2).
وهذا الهدي النبوي الشريف ، يدل على حرص النبي (صلى الله عليه وسلم) ، على أن يظهر المربي أمام من له في عنقه حق التربية بمظهر البر بالوالدين ليعطيهم في ذلك قدوة .
هذا .. وإذا كان للقدوة الصالحة أثرها البالغ في تربية الولد، إلا أنه لا يكفي أن يعطي الأبوان للولد القدوة الصالحة وهما يظنان أنهما أديا ما عليهما وقاما بواجبهما بل لابد من التوجيه والمتابعة وغرس قيم الإسلام في نفوسهم منذ ولادتهم وحتى رشدهم، لذلك فقد وجه النبي (صلى الله عليه وسلم) الوالدين إلى الاهتمام بالطفل منذ ولادته وغرس مبادئ الإسلام في نفسه ليشب مسلما صالحا.
ومن ذلك ما رواه الحاكم عن ابن عباس (رضي الله عنهما) عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : "افتحوا على صبيانكم أول كلمة بـ { لا إله إلا الله } ، ولقنوهم عند الموت { لا إله إلا الله } " .
ويأمر النبي (صلى الله عليه وسلم) الوالدين بحسن تأديب الولد لينشأ ربانيا ، فقد روى الطبراني وابن النجار عن علي (كرم الله وجهه) ، أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) قال : "أدبوا أولادكم على ثلاث خصال : "حب نبيكم وحب آل بيته وتلاوة القرآن ، فإن حملة القرآن في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه "
وجعل الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) تأديب الولد أفضل من إخراج صدقة، فقال (صلى الله عليه وسلم ) : "لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع" ـ [ رواه الترمذي ].
وتأديب الولد أفضل من إخراج صدقة لكونه يعود بالنفع على الوالدين في الدنيا والآخرة ، ولكونه أعلى مرتبة من الصدقة العادية ، لأنه صدقة جارية .
قال (صلى الله عليه وسلم ) " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " ـ [ رواه مسلم ] .
إن المدقق في هذا الحديث الشريف، يلاحظ أول ما يلاحظ أن الأعمال الثلاثة التي تنفع الإنسان بعد موته إنما هي ثمرات يجنيها المسلم من تربيته لأولاده، وربما لا يتوفر هذا في عمل آخر مثل تربية الأبناء .
فابنك الذي علمته الإسلام قد تعلم أن بره لوالديه من طاعة الله وهي من أوائل ما يتعلمه ويشب عليه ، ومن بره لوالديه أن يدعو لهما بعد مماتهما هذه واحدة .
ثم إن تعليمك له الصلاة والصيام والخلق الحسن وغيرها من صالح الأعمال هي علم ينتفع به .. فهذه ثانية .
والجميل جدا في العمل الثالث ، وهو الصدقة الجارية ، فأنت تعلمه الصلاة فتثاب على صلاته كما يثاب هو وعندما يتزوج يعلم أولاده ما علمته إياه فيصلون فتثاب كما يثابون .. وهكذا باقي الأعمال الصالحة ، وهذا مصداق قول الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم ) فيما يرويه الإمام مسلم في صحيحه: "من دعا إلى الهدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا "
وإذا كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قد أمر الآباء بحسن تربية الأبناء، ونبه إلى أهمية القدوة الصالحة في تربية الطفل، فإنه (صلى الله عليه وسلم) قد أعطى من نفسه القدوة الصالحة في التعامل مع الأطفال وعلم أمته كيف تكون الرحمة بالأطفال ، ومن ينظر إلى سيرته (صلى الله عليه وسلم ) يجد أنه قد أعطى الطفل نصيبا من وقته ، وجانبا من اهتمامه ، فوجدناه(صلى الله عليه وسلم) مع الأطفال أبا حنونا يداعب ويلاعب وينصح ويوجه، ويمحص، وفوق ذلك حرص (صلى الله عليه وسلم ) على اكتشاف مواهب الأطفال ورعايتها وتنميتها وهو بذلك يكون قد سبق علماء التربية المحدثين في الاهتمام بالطفل واكتشاف المواهب ، ومن الأمثلة على ذلك :


رحمته (صلى الله عليه وسلم ) بالأطفال

وجه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) الوالدين إلى ضرورة أن يسلكوا مع أبنائهم سبيل الرحمة وأن يتخلقوا بها في حياتهم اليومية وواجباتهم الدعوية والتربوية لينشأ الولد على الأخلاق ويتربى على المكارم .
وقد أعطى نبي الإنسانية (صلى الله عليه وسلم ) القدوة من نفسه ليتأسى به الدعاة إلى الله والآباء والمربون في كل زمان ومكان ، ومن ذلك ما رواه النسائي والحاكم : بينما كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يصلي بالناس إذ جاءه الحسين فركب عنقه وهو ساجد ، فأطال السجود بالناس حتى ظنوا أنه حدث أمر، فلما قضى صلاته قالوا : قد أطلت السجود يا رسول الله حتى ظننا أنه قد حدث أمر، فقال (صلى الله عليه وسلم ) : "إن ابني قد ارتحلني ـ أي جعلني كالراحلة فركب على ظهري ـ فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته" .
وفي الصحيحين عن أنس (رضي الله عنه ) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : "إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي ، فأتجوز في صلاتي (أي اختصر) مما أعلم من وجد أمه في بكائه " .
ومن عظيم رحمة الرسول (صلى الله عليه وسلم ) بالأطفال ما رواه البخاري ومسلم وأبو داود عن أنس بن مالك (رضي الله عنه ) قال : "خدمت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) عشر سنين ، والله ما قال لي أف قط ولا قال لي لشئ فعلته لم فعلت .. ولا هلا فعلت كذا" .
أخرج مسلم عن أنس بن مالك (رضي الله عنه ) قال : "كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) من أحسن الناس خلقا، فأرسلني يوما لحاجة ، فقلت : والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله (صلى الله عليه وسلم ) فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق ، فإذا برسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بقفاي من ورائي ، فنظرت إليه وهو يضحك ، فقال يا أنيس : ذهبت حيث أمرتك ؟ قال : قلت : نعم أنا ذاهب يا رسول الله .

ملاعبته (صلى الله عليه وسلم ) للأطفال

إذا كان اللعب البرئ والترويح عن النفس ، والإعداد الجسمي والرياضي من الأمور اللازمة للمسلم ، فإن لزومها للولد وهو صغير من باب أولى ، وذلك لأن حاجة الولد إلى اللعب والمرح والترويح وهو صغير أكثر بكثير من حاجته إليها وهو كبير لحديث النبي (صلى الله عليه وسلم ) " عرامة الصبي في صغره ـ أي لعبه وحيويته وقوة حركته ـ زيادة في عقله في كبره " ـ [ رواه الترمذي في نوادره ] .
والنبي (صلى الله عليه وسلم ) وهو القدوة الصالحة في كل شئ كان يلاعب أبناء الصحابة ش، ويروح عن نفوسهم ، يدخل السرور عليهم ، ويمرح معهم ويستأنس بهم ويشجعهم على اللعب البرئ والمرح المباح .
أخرج الإمام أحمد بإسناد حسن عن عبد الله بن الحارث (رضى الله عنه) قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا أبناء العباس (رضي الله عنهم ) ثم يقول (صلى الله عليه وسلم ) : "من سبق إلى فله كذا وكذا " قال : فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم.
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود عن أنس (رضي الله عنه ) قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أحسن الناس خلقا ، وكان لي أخ يقال له أبو عمير ـ وهو فطيم ـ كان إذا جاءنا قال : " يا أبا عمير ، ما فعل النغير، لنغر كان يلعب به " ، النغير ، تصغير النغر وهو طائر صغير كالعصفور.
وروى الطبراني عن جابر (رضي الله عنه ) قال : دخلت على النبي (صلى الله عليه وسلم ) فدعينا إلى طعام، فإذا الحسين (رضي الله عنه ) يلعب في الطريق مع صبيان ، فأسرع النبي (صلى الله عليه وسلم ) أمام القوم ، ثم بسط يده فجعل يفر ههنا وههنا فيضاحكه رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه ، ثم اعتنقه وقبله .. "
وروى الطبراني أيضا عن جابر (رضي الله عنه ) قال : دخلت على النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يمشي على أربع (أي على يديه ورجليه ) وعلى ظهره الحسن والحسين وهو يقول : "نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما"
إن ملاعبة النبي (صلى الله عليه وسلم ) للصبيان وملاطفته لهم والترويح عن أنفسهم وهو من هو في القيادة والريادة وعظم المسؤولية لتعطي للآباء القدوة وتقيم عليهم الحجة في ضرورة إعطاء جزء من وقتهم لملاعبة أبنائهم مهما كانت مشاغلهم وسمؤولياتهم .


النصح والإرشاد في تأديب الأطفال

لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وهو معلم البشرية لا يترك فرصة ولا موقفا إلا وقدم النصح للأطفال وأرشد إلى السلوك الصحيح . ومن ذلك ما رواه ابن السني عن أبي هريرة (رضي الله عنه ) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) رأى رجلا معه غلام ، فقال للغلام : من هذا ؟ قال : أبي. قال : "فلا تمش أمامه، ولا تستسب له ، ولا تجلس قبله، ولا تدعه باسمه" . فنجد هنا حرص الرسول (صلى الله عليه وسلم ) على بر هذا الغلام لوالده وبيان كيفيته .
وأخرج البخاري ومسلم ومالك وأبو داود والترمذي عن عمر بن سلمة (رضي الله عنهما ) قال : "كنت غلاما في حجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : يا غلام سم الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك ، فما زالت طعمتي بعد" .
وفي هذا الحديث يرشد الرسول (صلى الله عليه وسلم ) الطفل إلى آداب الطعام ، ونجد استجابة الغلام لتوجيه النبي (صلى الله عليه وسلم ) فيقول: "فما زالت تلك طعمتي" .
وأخرج البخاري والترمذي وأبو داود عن عبد الله بن عباس قال : كان الفضل بن العباس رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه ، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه ، فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر".
وفي هذا الحديث يتضح حرص النبي (صلى الله عليه وسلم ) على عفة الشباب وهو يوجه هذا الغلام بطريقة عملية إلى وجوب غض البصر حيث خشى عليه وعلى المرأة من الفتنة التي بدايتها دائما إطلاق النظر.
روى أحمد والطبراني عن أبي أمامة أن فتى من قريش أتى النبي (صلى الله عليه وسلم ) فقال : يا رسول الله ائذن لي في الزنا ، فأقبل القوم عليه وزجروه فقالوا : مه ... مه ، فقال : ادن فدنا منه قريبا ، فقال : "أتحبه لأمك ؟ قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك ، قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم ، قال : أتحبه لأختك ؟ قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك ، قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم ، قال : أتحبه لعمتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك ، قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم .. قال : أتحبه لخالتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك ، قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم ، فوضع يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه . قال : فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شئ".
وهكذا استطاع الرسول (صلى الله عليه وسلم ) بالحكمة والموعظة الحسنة، أن يوضح للفتى بشاعة هذا الفعل الذي لا يرتضيه هو لنفسه فلا ينبغي أن يرتضيه للآخرين .


رعاية النبي (صلى الله عليه وسلم ) للموهوبين

لقد أبرزت السيرة النبوية الشريفة نماذج عديدة للمواهب ، فهذا يتقن لغة عدوه في أيام قليلة ، وهذا يحفظ الأنساب والأثر، وهذا يحفظ العلم ويرويه ، وهذا يحمل بابا من حديد ينوء بحمله عشرة رجال وغير ذلك كثير .. والأعظم من استثمار المواهب كشفها ورعايتها والنماذج في ذلك كثيرة منها :


رعاية النبي (صلى الله عليه وسلم ) للجانب المعرفي للموهوب

عن مصعب الأسلمي (رضي الله عنه) قال : "انطلق غلام منا فأتى النبي (صلى الله عليه وسلم ) فقال : إني سائلك سؤالا ، قال : ما هو ؟ قال : أسألك أن تجعلني ممن تشفع لهم يوم القيامة ، قال : من دلك على هذا ؟ قال : ما أمرني به أحد إلا نفسي ، قال : فإنك ممن أشفع لهم يوم القيامة ـ [ رواه الطبراني] والمتأمل في الحديث يشعر بعظم المناخ التربوي الذي أشاعه النبي (صلى الله عليه وسلم ) فأثمر هذا النموذج من التحاور الذي يدل على موهبة الصبي.


رعاية النبي (صلى الله عليه وسلم ) للجانب الوجداني للموهوب

روى البخاري ومسلم ( أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أتى بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام أصغر القوم ، وعن يساره أشياخ ، فقال للغلام : أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ؟ فقال الغلام : والله يا رسول الله لا أؤثر بنصيبي منك أحدا ففتله ـ أي وضعه ـ رسول الله في يده ).
ونلحظ في هذا الحديث مدى عناية النبي (صلى الله عليه وسلم ) وتقديره للغلام ، على الرغم من صغر سنه لعلمه (صلى الله عليه وسلم ) بمدى حاجة الموهوب للتقدير .. هذا التقدير الذي ظهر جليا في ثقة الغلام وشجاعته في الحوار مع الرسول (صلى الله عليه وسلم ) ، ولو حدث هذا في زماننا لنهر هذا الطفل واتهم بسوء الخلق وانعدام الذوق .


رعاية النبي (صلى الله عليه وسلم ) للجانب الاجتماعي للموهوب

عن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن جعفر (رضي الله عنهما ) : (أنهما بايعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وهما ابنا سبع سنين ، فلما رآهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) تبسم وبسط يديه فبايعهما ) ـ [ رواه الطبراني ] .
ويظهر من هذا الحديث ، حرص النبي (صلى الله عليه وسلم ) على إتاحة الفرصة للأطفال للمشاركة في المجتمع ، لكي يشعروا بأهميتهم ، وتبسم النبي (صلى الله عليه وسلم ) لهذين الغلامين زاد من ثقتهما بأنفسهما ودافعيتهما نحو المجتمع فهما جزء من هذا المجتمع .


رعاية النبي (صلى الله عليه وسلم ) للجانب البدني للموهوب

لما خرج المسلمون إلى أحد ، رد النبي (صلى الله عليه وسلم ) من استصغر منهم وكان فيمن رده رافع بن خديج ، وسمرة بن جندب، ثم أجاز رافعا لما قيل له : إنه رام بحسن الرماية .
فبكى سمرة وقال لزوج أمه : أجاز رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) رافعا وردني مع أني أصرعه ، فبلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) الخبر فأمرهما بالمصارعة ، فكان الغالب سمرة ، فأجازه (صلى الله عليه وسلم ) .
نجد الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم ) في هذا الحديث قد اهتم بالجانب البدني والمهاري للموهوب وخلق جوا من المنافسة بين الموهوبين ولهذا أثره الكبير في زيادة الموهبة لديهم ونموها.
ما سبق هو غيض من فيض من هديه (صلى الله عليه وسلم ) في تربية أطفال المسلمين ، وقد استطاع الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) على الرغم من عظم مسؤولياته ، أن يهتم بالأطفال ويأخذ بيدهم ويشجعهم .. وهؤلاء الأطفال الذين أولاهم النبي (صلى الله عليه وسلم ) رعايته هم الذين حملوا راية الإسلام عالية في أرجاء الدنيا من أمثال :
الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب (رضي الله عنهم)
ـ عبد الله بن الزبير .
ـ عبد الله بن عباس .
ـ الفضل بن العباس .
ـ سمرة بن جندب .
وغيرهم كثير ممن لاعبهم الرسول (صلى الله عليه وسلم ) صغارا ورعاهم فتفوقوا كبارا ، ولعل هذا يكون نبراسا لآباء اليوم ليتخذوا من الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم ) قدوة صالحة في معاملة الأطفال .


--------------------------------------------------------------------------------



الهوامش


--------------------------------------------------------------------------------



1ـ من كتاب (دراسات إسلامية) ـ سيد قطب
2ـ للحديث بقية "في رياض الصالحين ، باب الإخلاص وإحضار النية
ـ كتاب تربية الأولاد في الإسلام ، للأستاذ عبد الله ناصح علوان
ـ كتاب فن تربية الأولاد في الإسلام للأستاذ محمد سعيد مرسي
ـ كتاب رياض الصالحين للإمام الحافظ محيي الدين أبي زكريا يحيي بن شرف النووي.
ـ كتاب دراسات إسلامية ـ سيد قطب
ـ كتاب كشف المواهب ورعايتها ـ رؤية إسلامية معاصرة ـ للأستاذ مجدي محمد هلال ـ إعداد المركز المصري للطفولة .
====================
المصدر : الأستاذة / سحر فتحي دربك مجلة منار الإسلام العدد (365) السنة (31)



(متقول)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://r7ma.yoo7.com
 
* من هدي النبي المختار في تربية الأطفال.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
*~::::{شبكة ومنتديـات رحمه}::::~* :: ساحة رحمة الإسلامية :: منتدى رحمة ( الإسلامى العام )-
انتقل الى: