فى يوم بيعة المنصور فى خلافة العصر العباسى وهو شيىء يفرح به اذا أردنا الفرح بالدوله الاسلاميه . دخل عليه رجل عالم يقول الحق – ذلك هو الفقيه ( مقاتل ) فنظر إليه المنصور وقال والله ماجاء مقاتل إلا ليعكر علينا صفو يومنا فبعد أن جلس مقاتل وسط القوم قال له المنصور : يا مقاتل عظنى ؟
قال : أعظك بما رأيت أم بما سمعت يا أمير المؤمنين ؟ قال عظنى بما رأيت .
قال مقاتل : مات عمر بن عبدالعزيز وخلف أحد عشر ولدا وترك ثمانية عشر دينارا كفن منها بأربعة واشترى له قبر بخمسة ووزع الباقى على أولاده . وسئل فى أحد الأيام عن أولاده قال : أولادى اثنين إما متقى الله فيجعل له من أمره مخرجا ، واما عاص فأنا لا أترك فى يده شيئا يستعين به على معصية الله ، وفى أحد الأيام أراد أمير المؤمنين أن يوقف ضيعه لاموال المسلمين وقد سمع بهذا أحد أولاده فأراد أن يدخل على أبيه فصده حاجب أمير المؤمنين وقال : أما تدعون أمير المؤمنين يرتاح ساعة فى النهار ( وقت القيلوله ) فسمعه عمر بن عبدالعزيز فقال لحاجبه : آذن له بالدخول فدخل عليه ابنه وقال : يا أبى إني سمعت أنك ستوقف الضيعه الفلانيه لاموال المسلمين . قال : نعم ان شاء الله فى الصباح قال له ابنه : أوضمنت يا أبى أنك ستعيش إلى الغد ؟ قم الآن وانجز ما خطر ببالك . فانظر كيف انتقل ورع أمير المؤمنين إلى أولاده . وفى مره أخرى جمع أولاده وقال : يا أولادى أردت أن أترككم فى رغد من العيش ووافر من النعمه ولكنى علمت أنكم لاترضون لأبيكم أن يترككم فى خير ويقف هو أمام الله ليحاسب عليه ، انتهت قصة عمر بن عبدالعزيز الذى آمن على أولاده . لم يؤمن عليهم بمال ولاجاه ولا بيت ولا عقار إنما آمن عليهم بتعمير القلوب بتقوى الله تعالى .